بنلف فى دواير و الدنيا تلف بينا
دايما ننتهى لمطرح ما ابتدينا
طيور الفجر تايهة
فى عتمة المدينة
و ندور ندور

الاثنين، 28 ديسمبر 2009

الدبوس لا يزال فى يدى

طبعا العنوان ده ما لهوش اى دعوة بفيلم الرصاصة لا تزال فى جيبى ، حد هيستذكى نفسه شويتين و يقولى : ايوه ايش جاب لجاب الرصاصة دى سلاح الواحد يدافع بيه عن نفسه اما الدبوس فده البنات بتثبت بيه الطرحة علشان ماتوقعش منها. اسمحولى اقول لاى حد جت فى دماغه الفكرة دى انه سطحى و محدود الرؤية لانه ثبت بالتجربة العلمية و النظرية اهمية الدبوس كسلاح فعال و سيتم ادراجه الى اسلحة الدمار الشامل قريبا .

انا هاقولكم ازاى الدبوس يقدر يكون سلاح للدفاع عن النفس ( يا ريت البنات يطرطقولى ودانهم و يركزوا معايا علشان يتعلمولهم حاجة تنفعهم و اهو كله بحسابه – قصدى بثوابه)

طبعا الواحد مننا طبيعى انه يكون عنده انترفيو فى مكان ما ، و من الطبيعى ان يكون هذا المكان بعيد عن اى محطة المترو و من الطبيعى برده انك تفكر انك تركب ميكروباص او اتوبيس او حتى CTA علشان تروح الانترفيو.

كان عندى انترفيو فى حتة بعيدة كده ،سألت قريابنا كلهم عن اقرب وسيلة مواصلات للمكان ،راحت بنت خالتى (ربنا يسامحها) دلتنى على موقف ميكروبات قصدى ميكروبصات و قلتلى انتى تركبى الميكروباص و تنزلى اخر الخط هتلاقى شارع طويل تمشى لاخره و هتلاقى الشركة دى على طول

المهم فى اليوم الموعود ،روحت الموقف اللى قريبتى قالتلى عليه و فعلا طلع بيروح الحتة اللى انا رايحلها و كله تمام ،كان الميكروباص اللى عليه الدور مليان ما عدى اخر كنبة فيه هى اللى لسه فاضية

ركبت انا جوه –جنب الشباك طبعا- و بعدين جه شاب لطيف كده ،لابس تى شيرت احمر على اصفر على برتقالى - تكنى كلر- و راح قعد جنب الشباك التانى –الواد شكله اخلاق و متربى -شوية و طلعت بنت رقيقة قوى كده و طبعا من الطبيعى ان الولد يوسع لها علشان تقعد هى جنب الشباك

راح الولد موسعلهاش ( عادى ممكن يكون مكسوف منها و لا حاجة) ،راحت البنت عدت من قدامه و قعدت هى جنبى – لغاية دلوقتى كل حاجة عال العال و الامن مستتب و الميكروباص ماشى فى امن الله.

شوية و لقيت البنت اللى جنبى مش على بعضها و عمالة تأفف و انا عاملة زى الاطرش فى الزفة و مش فاهمة اى حاجة

طبعا السواق صرخ بصوته الملائكى: الاجرة ورا يا بهوات

قمت انا مطلعة الجنيه و اديته للبنت اللى جنبى ،و هى بتدى الفلوس للواد اللى جنبها ،قام الواد مسك ايديها (هو فيه ايه بالظبط،، لا لا اكيد مكنش قصده يمسك ايديها –هو فاكرها فوزية و لا ايه)

و بعد شوية ، لقيت البنت طلعت دبوس من الطرحة اللى على راسها (انا قلت لنفسى اكيد بتعدل الطرحة)

و راحت مسكته فى ايديها و كأنها ماسكة خنجر او سنجة

و فجأة راحت غزت بيه الواد اللى جنبها – دخلته فى كتفه- و العجيبة ان الواد متكلمش و لا نطق بس صرخ للسواق: على جنب هنا يا اسطى

راحت البنت اللى جنبى قالت : فى ستين الف داهية.

بس الميكروباص وصل و روحت الانترفيو اللى هاحكيلكم عليه بالتفصيل فى الحلقة الجاية ان شاء الله .

و سؤال الحلقة الغريبة دى هو

يا ترى يا ترى الولد ليه ماتكلمش لما البنت غزته بالدبوس؟

1- لانه ولد محترم و ابن ناس

2- لانه كان لابس تى شيرت جديد و مش عايز دم الخناقة يطرطش عليه

3- لانه خاف انها تطلع مجنونة و الجبن سيد الاخلاق

لو حاسس ان الاجابة مش فى دول احتفظ بالاجابة لنفسك

الأحد، 13 ديسمبر 2009

الحلقة التالتة "عمو عزيز"

ماما لاقيتنى مرة قاعدة مكتئبة و ما كلتش على الغدا غير طبقين رز بس و دى مش عادتى خالص.

ماما: مالك يا بنتى يا حبيبتى؟ (طبعا ماما مش بتقولى كلمة حبيبتى دى غير لما تلاقينى متضايقة بجد و تحس ان رجليا رايحة جاية على البالكونة – خايفة ارمى نفسى و لا حاجة)

انا : مالى ،انا بقالى كتير قوى قاعدة فى البيت يا ماما ،نفسى اشتغل بقه ،انا حاسة ان مخى صدا و نسيت كل حاجة اتعلمتها

ماما: طب ،خلاص يا حبيبتى و لا تزعلى نفسك .انا هاكلملك اونكل عزيز.

انا: (و ده زى اونكل زيزو حبيبى، هو انا اتشليت و لا ايه) عزيز مين يا ماما ، انتى بتجيبى الاسماء دى منين

ماما: بنت،خليك مؤدبة ،ده واحد قريبنا من بعيد و بيشتغل فى شركة اجنبية كبيرة ،هاقوله اهو يديكى توصية و ربنا يسهل .

انا: ايييييه يا ماما ،انتى قصدك انى اشتغل عن طريق الواسطة و المحسوبية ( انا سمعت الكلمتين دول فى فيلم عربى قبل كده ،الفيلم كان اسمه ايه يا بت يا نفرتيتى ،كان اسمه ايـــــــــــــه، ماعلينا دلوقتى) لااااااااااااااا انا لا يمكن اقبل ،لا يمكن ابيع المبادىء و القيم اللى اتربيت عليها.

ماما: انتى يا بت مالك ؟ اتجننتى ؟مبادىء و نيلة ايه .هو انا بقولك انى هاكلمهولك علشان يجندك فى الموساد؟؟؟

انا: موساد ؟؟ما هو ده اللى ناقص (يا حلاوة يا ولاد ،و اعمل زى شريف منير كده فى فيلم ولاد العم ، و كريم عبد العزيز ييجى يقبض عليا ،ده انا هاكسر الدنيا لو عملت الدور ده)

انا: لا يا ماما ،انا مش عايزة ابدأ حياتى بالطريقة دى ،انا عندى طريقة تانية و قولت فى نفسى مفيش غير الخطة رقم 566 و دى بالطبع هى اول طريقة بتيجى فى نفوخ الواحد مننا اول ما يتخرج و حتى قبل ما يتخرج : "الاعلانات المبوبة" سواء فى الجرايد القومية و غير القومية و جرايد الاعلانات و حتى فى الصحف الصفراء.

روحت اشتريت كل الجرايد اللى عند بياع الجرايد اللى على اول شارعنا و انا من زمان و انا باتابع الاعلانات دى و بجد كنت ساعات لما اكون مخنوقة من المذاكرة ،اقعد افصص كل صفحة من الاعلانات و هاتك يا ضحك ( بجد الاعلانات دى مسخرة ).

يعنى مثلا ساعات كتير تلاقى شركة ما منزلة اعلان زى ده :

شركة كبرى (ما تعرفش بقه كبرى من اى نوع بالظبط و لا اسمها ايه و لا هى شركة اصلا و لا لا )

تطلب (تطلب ما تطلبش ليه ماهو الشباب متلقح فى القهاوى و البنات متلقحين على الفيسبوك ،ما احنا بنشتغل عندهم)

حديثى التخرج من الجنسين ( لغاية هنا حلو قوى ،التقيل لسه ورا)

يشترط خبرة سنتين على الاقل (افهم انا ،منين حديث التخرج و منين عنده خبرة سنتين ،يعنى هيكون بيشتغل و هو فى اللفة . رحماك يا ربى)

بس خلاص ،اه الاعلان خلص – اه و الله العظيم- ما تفهمش بقه الناس دى مطلوبة ليه و هتشتغل ايه بالظبط .

و فيه اعلانات من نوع تانى (النوع اللى بيسبب حالة من العمل و اللاعمل ،زى اللا سلام و اللا حرب كده)

مؤسسة اعلانية كبرى (كلهم شركات و مؤسسات كبيرة،بسمالله ماشاء الله)

تطلب

انسات (ركزوا معايا ،عايزين جنس لطيف فقط) يتميزن بحسن المظهر و اللباقة

السن لا يزيد عن 30 عاما (هو ده اعلان وظيفة و لا اعلان اريد زوجة)

و الاعلانات دى طبعا مش بتعجب ماما خالص و عمرى ما فكرت اتصل بيهم (فاهمين ليه طبعا)

حتى الاعلانات اللى بالعنجليزى ،تلاقى ساعات مكتوب كده حاجات غريبة و عجيبة.على سبيل المثال :

· Flexible (in what sense, only God knows)مرنة

· Uncovered (may be, he meant "unveiled", but may be he wrote exactly what he meant) غير محجبة (اعذرونى لعدم دقة الترجمة بس علشان الرقابة)

و طبعا الصفات دى و لا موجودة فيا و لا فى اى واحدة من صحاباتى ( احنا مؤدبين و مالناش فى الكلام الفاضى ده) و علشان كده ما بنشتغلش و شكلنا كده مالناش نصيب فى البلد دى.

و ساعات بيلعبوا على الاسلوب الادبى (لجذب انتباه العاطل)

فرصة ذهبية

لاصحاب الطموح الكبير

لا يشترط المؤهل

و لا يشترط سن معين

اتصل الان و احصل على وظيفة احلامك

يا راجــــــــــــــــــل ،شوف ازاى ، وظيفة احلامى مرة واحدة .المهم لما يئست من الجرايد ، كلمت واحدة صحبتى فى التليفون و قلت لماما انا هانزل اتمشى شوية. غيرت هدومى بسرعة و نزلت و طبعا ركبت وسيلة المواصلات المفضلة عندى و رفيق رحلة حياتى- المترو- و انا واقفة و ساندة على باب المترو ،لمحت ورقة بيضا و ورقة صفرا على الباب التانى .قولت اروح اشوف ايه اللى مكتوب عليهم ( انا مش حشرية و لا فضولية و اكره التطفل)

لقيتهم اعلانات وظايف برده ( هى الاعلانات دى يا ربى ورايا فى كل مكان) مكتوب فى الورقة البيضا:

شركة -------- تعلن عن احتياجها لموظفين و موظفات لشغل المناصب التالية

امين مخازن - عامل بوفيه

سكرتيرة و علاقات عامة - محاسبين

و الرواتب تتراوح بين 500 جنيه و 1000 جنيه (طبعا اى حد هيسأ ل عن اى وظيفة ،هيترد عليه بان مرتبها 300 جنيه فى الاول و بعدين هيزيد مع الوقت – و ابقى قابلنى)

مقابلة العمل و استمارة ملأ البيانات مجانية ( ايه ده احنا المفروض ندفعلكم علشان تشغلونا –فعلا زمن العجايب)

الورقة الصفرا بقه كانت مختلفة حبتين:

مطلوب مربيات و مديرات منزل لمجموعة من الاسر المحترمة و رجال الاعمال

المرتب يبدأ من الف جنيه

السن من 20 الى 45 سنة

للاستعلام رجاء الاتصال على ----------( لا لا مش هاقولكم على الرقم-لاحسن تتصلوا يا عيال - مفيش شغل بقه و التضحيات بتكتر فى الوقت ده – و كمان انا أولى منكم بالشغلانة ،انا الى شفت الاعلان الاول)

المهم نزلت من المترو، و ركبت فى الاتجاه التانى علشان ارجع البيت ،كنت عايزة ارجع البيت بسرعة و قعدت ادعى ربنا انى الاقى ماما فى البيت

وصلت و حطيت صباعى على جرس الباب تررررررررررررررررررررررتررررن

ماما من ورا الباب: ايوه ايوه ياللى على الباب ،مسروع على ايه.

انا : افتحى يا ماما بسرعة

ماما فتحت الباب ، روحت جريت على التليفون و رفعت السماعة

انا : ماما ،بسرعة بسرعة قوليلى رقم عمو عزيز.( مفيش حاجة اسمها واسطة ،دى اسمها مساعدة انسانية و الناس لبعضيها برده و يا ريت الناس تبطل حقد و ضغينة- صفوا قلوبكم بقه )

و سؤال الحلقة هو:

عمو عزيز قال ايه لما اتصلنا بيه:

1- اهلا يا حبيبتى ،ابعتيلى ورقك و انا هاشغلك على طول
2-و الله مش محتاجين حد خالص فى الشركة الايام دى
3- تيت تيت تيت هذا الرقم غير موجود فى الخدمة ،من فضلك حاول معاودة الاتصال فى وقت لاحق

الجمعة، 4 ديسمبر 2009

الحلقة الثانية

بما انى بتكلم عن المتاهة اللى الجيل ده عمال يلف فيها و مش عارف يخرج منها ،لازم اتكلم عن الموضة الجديدة فى عالم الوظائف "ملتقيات التوظيف" او (job fairs). و للى ما يعرفش معنى المصطلح ،فملتقيات التوظيف عبارة عن تجمعات تقام فى الجامعات او فى المكتبات او حتى على القهوة حيث يستطيع الشخص العاطل (و طبعا دول قلة قليلة من الشباب المصرى ) ان يعرض نفسه فى المزاد( قصدى يعنى يعرض مؤهلاته و مهاراته- و عندك واحد تجارة انجليزى و صلحه ) و يهتم بهذا المزاد العلنى الكثير من الشركات و الجهات (المحترمة و غير المحترمة ،و انا اقصد هذا بكل ما فى الكلمة من معنى ). و بالرغم من اننى اعلم ان معظمكم على دراية كاملة بما يحدث فى هذه الملتقيات ،الا اننى اصر على ان اتحدث عن تجربتى مع الموضة الجديدة دى (علشان الاجيال القادمة تتعلم برضه،الواحد لازم يسيب حاجة وراه).

عرفت ان فى مكان ما سوف يقام احد هذه الملتقيات، قولت الحق اقول للبت هبة صحبتى ،اهى برده "ع ع " زيى ، و "ع ع " هو اختصار ابتكرته انا لصفتين سائدتين بين شباب و بنات هذا الجيل :عانس و عاطل.

المهم البت هبة – صحبتى من ايام زمــــــــــــــــــــان و حاصلة على ليسانس اداب قسم لغة انجليزية قد الدنيا( نفس تخصصى ،يعنى ممكن نشتغل فى سبوبة واحدة)-طارت من الفرحة اول ما قولتلها و نزلت اشترت طقم مخصوص (فورمل) علشان تروح بيه ملتقى التوظيف.قابلت البت هبة الصبح فى محطة المترو و ركبنا المترو (و دى يا جماعة وسيلة المواصلات الوحيدة فى مصر اللى تقدر توصلك فى ميعادك –اه و الله بجد مش بضحك عليكم- بس لازم تنزل قبل المعاد ييجى كده بساعتين) ، و احنا واقفين فى المترو ،لاحظت ان البت هبة شايلة فى ايديها دوسيه مليان ورق ، انا بصراحة قلقت و الفأر بدا يلعب فى دماغى

انا :انت يا بت يا هبة ،ايه اللى انتى ماسكاه فى ايديكى ده؟؟؟؟

هبة ( و هى مستغربة السؤال) :ده السى فى بتاعى.

انا:ال cv بتاعك، ايه ده يا بنتى دول ييجوا ستين ورقة، انتى كتبت قصة حياتك و حياة اصحابك فيه و لا ايه؟؟؟؟

هبة: لا يا بنتى "السى فى" صفحتين بس ،ده انا حتى قعدت اوسع المسافات بين السطور علشان يجيب الصفحتين.

انا : امال ايه ده؟؟؟؟

هبة: لا ، ما انا طبعت 30 نسخة من السى فى.

انا : تلاتـــــــــــيــــــــن نسخة ،ليــــــــــــــــــــه؟؟؟ انتى اتهبلتى

هبة :ده الطبيعى ، امال انتى جبتى كام نسخة من السى فى ؟؟؟

طبعا انا مردتش عليها و تاوهت الموضوع و اكتفيت بانى وقفت عند اول مكتبة فى الطريق و صورت 30 نسخة من السى فى.

وصلنا الحتة اللى فيها الجوب فير ، و سالنا راجل كان ماشى كده

انا :لوسمحت فين الجوب فير اللى معمول هنا؟؟

الراجل بصلى بقرف و مانطقش بنص كلمة .راحت البت هبة همستلى :هو ده هيفهم انجليزى ،اساليه بالعربى.

انا:طيب طيب ، لو سمحت طب فين ملتقى التوظيف اللى معمول هنا؟؟

الراجل برده بصلى بقرف و مشى بسرعة كأنه كان خايف منى .

لم نفقد الامل و سالنا بنت و الحمدلله دلتنا على المكان.طبعا انا و هبة كان عندنا امل اننا نكون اول ناس هندخل الملتقى و هذا نظرا لاننا نازلين من بيتنا من الفجرية.ولكن هيهات ( معلش يا جماعة لازم استخدم كلام مجعلص كده عشان تعرفوا انى مثقفة فتحترمونى) .اول ما دخلنا ،لقينا شباب و بنات مصر –الامل فى مستقبل افضل- كلهم هناك ، كل شاب من دول لابس البدلة اللى حيلته( عادة ما تكون بدلة زرقاء او سوداء و بيبقى اشتراها اما عشان يحضر بيها فرح اخو صاحبه او عشان الانترفيوز)و ماسك الدوسيه اياه اللى فيه خمسين نسخة من السى فى .اما البنات فكل بنت لابسة و متشيكة و حطة من ازازة البرفان المخصوص (اللى مش بتطلع الا فى الشديد القوى) و لابسة جذمة كعب عالى و ضيقة و صوابيعها قربت تتفرم خلاص.

ما علينا، تفحصت المكان جيدا و الغريبة انى افتكرت ساعتها سوق الجمعة ( لما بننزل انا و ماما علشان نشترى خضار الاسبوع و تلاقى البايعين بيندهوا على البضاعة – حلوة يا اوطة ، معانا الخيار و الكوسة، اشترى يا مدام الليمون) بس الفرق ان البايعين ساكتين و الزباين هما اللى بيندهوا على بضاعتهم : معايا بكالوريس تجارة ، عندكم شغل؟؟ انا خريج حاسبات و معلومات ،مالقيش عندكم اى مكان فاضى؟؟؟؟؟

و الملتقى ده كان معمول فى قاعة كبيرة كده و ممثلين شركات خدمة العملاء ( الكوول سنتر ) و البنوك و مراكز التدريب واقفين فى اكشاك مترصصين جنب بعض و الواحد مننا لازم يلف عليهم واحد واحد و يسيب السى فى. لقيت نفسى –فى وسط المولد ده- بسأل البت هبة

انا: هو انتى عايزة تشتغلى ايه يا هبة؟؟؟

هبة: اى حاجة و خلاص

انا: يعنى ايه اى حاجة و خلاص، مش فيه تخصص و لازم كل واحد يشتغل فى تخصصه او على الاقل فى الحتة اللى شايف نفسه فيها.

هبة (و هى بتضحك –مش عارفة بتضحك على ايه ):تخصص ، سلميلى على التخصص. يا حبيبتى انتى مش شايفة الناس دى كلها، اللى من تجارة و اللى من حقوق و اللى اعلام و اللى اداب بكل تخصصاتها و مع ذلك بيقدموا فى اى حاجة يلاقوها, و حتى الشركات مابقتش تهتم بالتخصص دلوقتى.و بالنسبة لموضوع شايف نفسه فيها ده ، فده كان زمان ، ايام الابيض و الاسود.

اه يا زمن ،و الله البت هبة عندها حق ،مش لازم التخصص و على هذا الاساس شفنا كشك جميل كده متعلق عليه يافطة باسم بنك(هو بنك مشهور و كل ما امشى فى حتة الاقى فرع من فروعه) وفيه بنت و شاب (لابسين نضيف قوى) واقفين تحت اليافطة (و البنت كانت ماسكة فى ايديها علبة عصير جوافة –اصلى قوية الملاحظة جدا و بصراحة انا كنت عطشانة).

انا:هو انتم عايزين خريجى تجارة بس ولا ممكن كليات تانية

البنت( اخدت شفطة من العصير): لا عادى انتى كلية ايه؟؟؟

انا: انا حضرتك خريجة السن ، و صحبتى اداب انجليزى.

البنت (شفطة من العصير): طيب هاتوا السى فى بتاعكم

و قامت سالتنى سؤال محرج

البنت:انتى ليه عايزة تشتغلى (شفطة عصير) فى البنك ده بالذات (علبة العصير خلصت)

انا طبعا العرق بقه يشر منى و مابقيتش عارفة ارد اقول ايه، اقولها اهو بنك زى اى بنك و الواحد دلوقتى ممكن يشتغل فى اى حتة ،و لا اقول ايه بس يا ربى.

انا : طبعا لازم الواحد يشتغل فى البنك ده ، لانه بنك محترم و ليه اسمه و مكانته بين البنوك التانية (و طبعا الاجابة دى كنت هاقولها لو اى حد من البنوك التانية سألنى - ده مش نفاق على فكرة)

المهم خلصنا انا و هبة كل الاكشاك و مش فاضل معانا غير نسخة واحدة من السى فى ، خلاص كنا ماشيين بس شفنا من بعيد كده زحمة على كشك من الاكشاك.روحنا نشوف هو ايه الموضوع.

الكشك طلع ايه بقه؟؟حزروا فزروا يا حلوين؟؟؟ ،طلع سوبرماركت كبير قوى و محتاج ناس كتير يشغلهم لانه فتح فرع جديد (يعنى عمال مخازن و عمال نضافة ، واحد يقف على الجبن و الالبان ، كاشير ،و الحاجات اللى انتم بالكم فيها دى). طبعا انا رفضت انى اسيب السىفى بتاعى فى الكشك ده ( لا معقولة دى ، بقه اقعد ادرس ادب و شعر و دراما Macbeth و the waste land و The Rape of the Lock اربع سنين و فى الاخر اقف ابيع جبنة و زيتون). بس قعدنا نفكر انا و البت هبة احنا معانا نسخة من السى فى و كده كده هنرميها اول ما نطلع من هنا ، اهو نقدمها و خلاص (و اتفقنا منجيبش لاى حد سيرة بالموضوع ده – عشان البرستيج بتاعنا مايتبهدلش-يعنى لو البت هبة عرفت انى حكيتلكم عن الموضوع ده ،احتمال تقطع علاقتها بيا خالص)

و احنا بنقدم السى فى ، قام الراجل اللى كان قاعد فى الكشك شاور للشاب اللى خد مننا السى فى ،فالولد قالنا انهم هيعملوا معانا انترفيو و هيشغلونا على طول لانهم محتاجين ناس فعلا ( يالسخرية القدر، يعنى نصوم نصوم و نفطر على سوبرماركت) .البت هبة كان هيغمى عليها من هول الصدمة،خلاص هنشتغل مش مهم فين المهم اننا هنشتغل

الراجل : و انتم عارفين انكم هتشتغلوا فى الشيخ زايد.

انا و هبة( فى صوت واحد): اييييييييييه ،مش مشكلة احنا موافقين

الراجل : و انتم بقه عايزين تخدوا بكام؟؟؟

انا : كام اللى هو ايه يعنى ،حضرتك قصدك على المرتب؟؟

الراجل: ايوه عايزين كام؟؟؟

فكرت بسرعة انا و هبة و قولنا باعتبار اننا هنشتغل فى سوبرماركت و كمان فى الشيخ زايد ،لازم نطلب مبلغ و قدره

انا:ان شاء الله عايزين 1200 جنيه فى الشهر( اقل من كده مش هننزل من بيتنا ، يعنى لو 1000 هننزل برده ، او حتى 800 مش مشكلة احنا لسه فى اول الطريق)

الراجل :1200 ، ليه ده انتم لسه متخرجين و ماعندكوش اى خبرة .

انا : لا طبعا عندنا ، ماما على طول من و انا لسه صغيرة بتخلينى اشترلها لوازم البيت من جبنة و زيتون و عصائر و لحوم من السوبرماركت.

الراجل : طيب شكرا ،و هنبقى نتصل بيكم .

وطبعا محدش اتصل بينا من ساعتها . خلصت تجربتى مع الجوب فير .لانى قررت معتبش باب اى جوب من الجوبات دى بعد كده و خلى الواحد قاعد فى بيتهم بكرامته احسنله.

و سؤال الحلقة هو

ملتقيات التوظيف مفيدة جدا و تساعد على توفير الكثير من فرص العمل للشباب.

1- اوافق جدا ،ده حتى الواد محسن ابن خالتى زينب اشتغل عن طريق جوب فير.

2- بلا خيبة ، هو فيه حد بيشتغل فى الايام السودا دى

3- لا تعليق و حسبنا الله و نعم الوكيل.