بنلف فى دواير و الدنيا تلف بينا
دايما ننتهى لمطرح ما ابتدينا
طيور الفجر تايهة
فى عتمة المدينة
و ندور ندور

الاثنين، 5 أبريل 2010

بركاتك يا شيخة نفر

كنت ماشية لوحدى على كوبرى طويــــــــــــــــــــــــــــــــــــل و من تحته مياه سودا قوى و فيها سمك قرش بيعوم و هو لابس عوامات و الدنيا ضلمة كحل ، خايفة قوى قوى و هاموت من الخوف و من الجوع ، فجأة بصيت لقيت واحد لابس اسود فى ابيض بيجرى ناحيتى و معاه سنكوتش برجر و راح حط السنكوتش فى ايدى و مشى .بعد شوية شفت بنت صغيرة لابسة فستان احمر بتجرى من بعيد ناحيتى ، ضحكتلها قوى ، راحت ضحكت و قالتلى " ماما بتسلم عليك و بتقولك مفيش شغل عندنا، عدى علينا بكره". انتى يا بت يا نفرتيتى ،اصحى يلا امال، قومى يا فلحة مش عندك النهاردة انترفيو، قومى هتتاخرى.......................( طبعا ده صوت ماما و هى بتصحينى) انا ( و انا مفزوعة و عمالة ابص حواليا): ايه ايه هاه هاه هو فيه ايه؟ ماما: قومى يا فلحة ، هتتاخرى على الانترفيو، انتى مش قولتيلى اصحيك الساعة 9 انا: ( و انا لسه بلف حواليا): فين السندوتش هاه سندوتش الهمبنجر ماما: يخرب عقلك، انتى نايمة بتحلمى بالاكل ، على راى المثل الجعان يحلم بسوق العيش انا: انا كنت على كوبرى كده و كان فيه سمكة قرش لابسة عوامة .اه اه و الراجل ادانى سندوتش ..... البنت ام فستان احمر مامتها قالتلى مفيش عندنا شغل اعههههههههههههه مفيش شغل مفيش شغل ( و انغمرت فى نوبة شديدة من البكاء) ماما ( و قد اخذتنى فى حضنها وبتبطب عليا): يا حول الله يا رب، معلش يا حبيبتى استهدى بالله كده بس و قومى اتوضى و صلى ركعتين ، ربنا مش هيسيبك ابدا ، ان شاء الله هيفتحها فى وشك و يكرمك فى الانترفيو بتاع النهاردة. انا ( بتكلم انا و بعيط، و لكم ان تتخيلوا شكلى و انا صاحية من النوم و كمان بتكلم انا و بعيط، و كل ده على كتف ماما حبيبتى- و الله الامهات دول بيشيلوا كتير قوى): يا سلام يا ختى ما انتى كل مرة تقولى كده و فى الاخر برجع ايد ورا و ايد قدام ، مليش دعوى انا عايزة اشتغل اعههههههههههههه (و استمريت فى البكاء) ماما زهقت منى و قامت تحضر الفطار .بعد وصلة من العياط استمرت لمدة نص ساعة ، ماما ندهتلى علشان اروح افطر معاهم . قمت زى الشطورة و غسلت وشى بحبة ميه و طلعت افطر فى الصالة ولقيت اخويا احمد حبيبى قاعد ( زى الملايكة و براءة الاطفال فى عينيه) بيتفرج على قناة space toon و طبعا يا جماعة الواحد مننا بينسى كل احزانه و الامه امام المشهد ده، مشهد طفل برىء بيتفرج على التلفزيون ، بس مش انا - اصلى ماليش فى الاحاسيس المرهفة و الكلام العبيط ده- صممت انى اتفرج على الفيلم الاجنبى اللى اتفرجت عليه امبارح بليل كلاكيت تانى مرة- غلاسة بقه- المهم قعدنا نتخانق و بعد كده لقيت توم و جيرى اشتغل- و دى بقه الحاجة الوحيدة اللى بضعف قدامها- قعدنا نتفرج و بعدين حصلت حاجة غريبة قوى ، توم و جيرى كانوا بيلعبوا مع سمكة قرش و كانت السمكة لابسة عوامة ( نفس السمكة اللى شفتها فى الحلم) انا طبعا بدأت اقلق ، بس قلت لنفسى: عادى يا نفر، فن الرسوم المتحركة- الكارتون يعنى- بيعتمد على التجسيد المبالغ فيه للاشياء و الفانتازيا فى كثير من الاحيان.فطبيعى ان السمكة تكون لابسة عوامة. المهم جهزت نفسى و خليت ماما دعتلى دعوتين و نزلت علشان اروح الانترفيو، طبعا الواحد لابس اللى على الحبل و رايح انترفيو محترم ، فلازم يركب ميكروباص- لا مش تاكسى يا حلوين، انا هاجيب فلوس منين اسرق يعنى- و فجأة لقيت الميكروباص ماشى فى طريق طويـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــل ، بس الغريب بقه ان الطريق كان مليان بلاعات مفتوحة و المياه مغرقة الدنيا كلها و الميه كان لونها اسود غميق ( نفس الميه اللى شفتها فى الحلم- شىء لا يصدقه عقل) رحت قلت لنفسى : عادى يا نفر، احنا فى مصر و مصر من الدول الساحلية و التى تتميز بالامطار الغزيرة و عبقرية نظام تصريف هذه المياه – فطبيعى ان الشوارع تكون متغرقه ميه. المهم وصلت لمركز اللغات اللى كان فيها الانترفيو ( المفروض ان انا هاشتغل مدربة لغة انجليزية) و دخلت من باب الشركة لاجد حجرة بها مكتبان ، مكتب على اليمين قاعد عليه شاب لابس بدلة و حاطط دماغه فى الكمبيوتر اللى كان قدامه و المكتب التانى على الشمال قاعدة عليه انسة حلوة كده و حاطة دماغها فى كيس سندوتشات . طبعا الشاب اول ما شافنى قام مرحب بيا قوى و قالى : اتفضلى يا فندم ، ممكن اساعدك ازاى؟ انا: انا جاية بخصوص الانترفيو علشان مدربى اللغة الانجليزية و مش عايزة اشرب حاجة اصلى لسه ما فطرتش ( انا قولت متئلشى على الواد و يمكن كمان البنت تحط حصوة ملح فى عينها و تدينى سندوتش) الشاب: انترفيو، يعنى حضرتك مش جاية تخدى كورس عندنا انا: يا ابنى بقولك انا عندى انترفيو هنا الشاب ( و قد ظهرت علامات الغلاسة على وجهه و نظرات القرف فى عينيه): طيب معلش بقه هتستنى شوية معانا. انا: و ماله يا خويا؟ احنا ورانا حاجة استنيت شوية – لا بصراحة كتير قوى- و لما بديت احس بالملل ، قلت لنفسى اطلع كتاب "خلاصة ابن عزوز فى فن الانترفيوز" علشان اراجع شوية ( محدش يقولى اللى ذاكر ذاكر، عشان الكلمة دى كنت بسمعها قبل كل امتحان و بتعصبنى قوى). و لما جت استراحة الغدا ( ايوه ايوه ما انا قعدت للغدا) قام الشاب ابو بدلة ده طلع كيس فيه سندوتشات ( و اختكم كانت جعانة قوى) واضح ان الواد كان ذكى لانه خد باله ان عنيا هتطلع على السندوتشات فعزم عليا بسندوتش و الغريبة بقه انه طلع سندوتش همبــــــــــــــــــــ همبرى- جمبرى يعنى- روحت بصتله و قولتله: لا بجد شكرا اصلى مبحبش السى فود خالص ، انا اكل اى حاجة الا السى فود. راح ادانى سندوتش غيره و هو بيبتسم – ابتسامة بلهاء- و كان سندوتش همبرجر ، يا سنة سوخة يا ولاد، نفس السندوتش اللى كان فى الحلم. طبعا انا ساعتها بس حسيت ان الموضوع ممكن يقلب بجد لانه مش طبيعى ابدا ان الناس فى مصر بتوزع سندوتشات على بعضها ده اللى معاه سندوتش الايام دى ممكن يبيع باباه او مامته و لا انه يديهم قطمة منه. تبقى مصيبة لو اتحقق باقى الحلم ، بالذات الجزء بتاع عدى علينا بكره ده. و اخذتنى الافكار بعيدا عن المكان و الزمان الى عالم من الخيال والاوهام و الى مدينة الاحلام و اظهر و بان عليك الامان يا ابو حمدان ( ايه رايكم فى جو فوازير رمضان ده ). المهم شوية كده و الشاب دخلنى للمدير ، الراجل كان وشه سمح كده و قالى اتفضلى اقعدى و بدأ الانترفيو. سألنى الاول كام سؤال كده و الاسئلة بصراحة لم تخرج عن التوقعات المرئية و لا عن سلاح التلميذ . بس فيه سؤالين جوبت عنهم اجابة اكثر من نموذجية: المدير: هل لديك اى خبرة فى مجال التدريس؟ انا: طبعا حضرتك، يعنى لو مش انا اللى عندى خبرة، يبقى مين اللى عنده . بص حضرتك انا كنت باذاكر لاخواتى و عيال خالتى فى جميع المراحل التعليمية، ده غير انى كنت بشرح المناهج لكل الدفعة بتاعتى فى الجامعة ( يا ريت لو حد من دفعتى هيقرأ الكلام ده ما ينزلش تكذيب للفقرة دى الا بعد لما اتقبل فى الشغلانة- فاهمين يا حلوين) المدير( بس نظرته اتغيرت شوية ، بقت نظرة تبجيل و احترام): طيب فى رأيك ايه هى الصفات اللى لازم تكون موجودة فى المعلم او المدرب؟ انا: و ده سؤال برده حضرتك ، طبعا الذكاء و سرعة البديهة عشان يعرف يتهرب من اسئلة الطلاب اللى مايعرفش اجابتها، الصبر و طولة البال عشان يستحمل غبا الطلاب و الاستغبا. هتقولى حضرتك ايه الفرق ؟ هقولك ، الغبا يا سيدى ان التلميذ من دول يكون اصلا غبى اما الاستغبا فان التلميذ يكون غبى و بيحاول يعمل نفسه ذكى . هذا و قد يرجع البعض نجاح المعلم الى ثقته بقدرته على التأثير فى الاخرين، و يجب على المعلم ان يكون قدوة و مثل أعلى لتلاميذه. ايه رأى حضرتك فى البوقين دول. عجبتك صح !!! شكرنى المدير جدا ، خرجت من المكتب و يا دوب لسه كنت ماشية، راحت السكرتيرة ندهت عليا و قالتلى استنى . قعدت استنيت الانسة شوية ، ياما انت كريم يا رب شكلهم قبلونى فى الشغلانة بعد شوية ، انسة تانية خالص خرجت من المكتب اللى جنب مكتب المدير و كانت لابسة جاكت احمر ( يا منجى من المهالك يا رب).و راحت قالتلى انهم هيتصلوا بيا خلال اسبوعين لو اتقابلت ( و الجملة دى معناها معروف لدى جمهور العاطلين اللى زيى ، بتساوى فى المعنى الجملة اللى سمعتها فى الحلم من ذات الرداء الاحمر). رجعت البيت بخيبة الامل- طول عمرى بختى منيل- المشكلة بقه من ساعة الحادثة دى و انا كل يوم بحلم نفس الحلم . بحلم انى ماشية لوحدى على كوبرى طويــــــــــــــــــــــــــــــــــــل و من تحته مياه سودا عميقة و الدنيا ضلمة كحل و بشوف بنت صغيرة لابسة فستان احمر بتجرى من بعيد ناحيتى بتضحك و تقولى: " ماما بتسلم عليك و بتقولك مفيش شغل عندنا، عدى علينا بكره". و سؤال الحلقة هو يا ترى ما هو مغزى الكوبرى الطويل اللى مشيت عليه فى الحلم ؟ 1- الكوبرى فى الحلم خير و نصرة 2- الكوبرى بيرمز للمشوار الطويل اللى مشيته فى التعليم و يا ريته كان بفايدة 3- الكوبرى ده اما انه كوبرى الجامعة او كوبرى عباس و الله اعلم